عقب المؤتمر الصحفي الذي نٌظم اليوم الأحد 16 إبريل الجاري في طرابلس بمناسبة إصدار أول تقرير بحثي في الإعلام الليبي حول خطاب التحريض والكراهية ، والذي أعدته وحده رصد وسائل الإعلام بالمركز الليبي لحرية الصحافة بالشراكة مع مرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط الإعلامي والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في تونس وبدعم منظمة الإعلام الدولي .
بهذا الصدد صرح محمد الناجم الرئيس التنفيذي للمركز الليبي لحرية الصحافة ” إن وسائل الإعلام الإذاعية والتلفزيونية تعيش على وقع فوضي واسعة النطاق في ظل تحكم أطراف سياسية وقبلية في امتلاك وإدارة هذه الوسائل وتوجيهها لضرب السلم المٌجتمعي والتحريض على العنف أو الدعوة للانتقام ، مما أحدثت شرخاً اجتماعي واسع وانقسام في الشارع الليبي ”
ويٌضيف الناجم ” إن مراقبة ورصد الخطاب الإعلامي وتحليل المضامين الإعلامية المٌتعلقة بالإخلالات المهنية كخطاب التحريض والكراهية والتغطية التلفزيونية للنزاعات المٌسلحة وقضايا الإرهاب هي مشاكل رئيسية تٌمثل تحدي أمام تعزيز القيم الصحفية المتصلة بالديمقراطية وحقوق الإنسان ، ويٌمثل الرصد الإعلامي نقطة بداية نحو الإصلاح الهيكلي والقانوني للإعلام الليبي .
وقد أحصت وحدة رصد وسائل الإعلام 609 إخلالاً مهنياً مٌتعلق بخطاب التحريض والكراهية ، وتركزت عملية الرصد لـ 9 قنوات فضائية وهي الأكثر تأثيراً في الصراع السياسي والنزاع المٌسلح لمدة سبعة أيام متواصلة للفترة ما بين 16 إلي 21 فبراير الماضي لسنة 2017 وفقاً لمنهجية بحثية دقيقة شارك فيها خبراء ليبيون وعرب .
وقد تصدرت قناة النبأ الإخبارية الأكثر ارتكابا للإخلالات المهنية بنسبة مئوية 16.26% فيما جاءت قناتي ليبيا 24 و 218 بالمرتبة الثانية بنسبة مئوية 15.60% وقناة ليبيا الحدث بالمرتبة الثالثة بنسبة بلغت 12.64% تليها ليبيا الأحرار والتناصح وليبيا روحها الوطن وبانوراما والرائد فيما خرجت قناة ليبيا الإخبارية عن الرصد لأسباب تقنية .
ويوضح التقرير البحثي إن من أبرز طبيعة الإخلالات المهنية المٌرتكبة هي الاتهامات دون حجج بنسبة بلغت 28.24% فيما تأتي خطاب الكراهية والعنف بنسبة بلغت 18.56% تليها السب والتشهير والدعوة للانتقام ، وتركزت الإخلالات في البرامج السياسية لتصل إلى 46.96% والتغطيات الإخبارية بنسبة 19.38% تليها البرامج التفاعلية والنشرات الإخبارية والبرامج الساخرة .
ولعل من المؤسف أن يتصدر الصحفيون مقدمي البرامج التلفزيونية الأكثر ارتكابا للإخلالات المهنية بنسبة بلغت 31.03% يليها الناشطون السياسيون بنسبة 24.3% والجمهور العام بنسبة 12% مما يدل على مدي تأثر المواطن الليبي بخطابات الكراهية بشكل يومي .
و من المٌهم أن يٌدرك المٌشاهد الليبي التفشي للإخلالات المهنية التي ترتكبها وسائل الإعلام الليبية الخاصة التي لا تتمتع بالشفافية في الكشف عن مصادر تمويلها وقد وظفت من بثها خارج الأراضي الليبية أو داخلها لتوجيه الرأي العام وزيادة معدلات العنف والانتقام وضرب أطراف المٌجتمع الليبي فمن المٌهم التفريق بين الحٌريات الإعلامية والمسؤولية الاجتماعية والمهنية التي لابد أن تتمتع بها وسائل الإعلام والصحفيين على وجه العموم .