عامٌ على الكارثة دانيال


أرقام غامضة وضحايا في عداد النسيان.

مرّ عام على كارثة إعصار “دانيال” التي عصفت بمدينة درنة والمناطق المجاورة، مخلفةً وراءها جرحًا عميقًا في الذاكرة الليبية. وكانت درنة الأكثر تضررًا، إذ فقدت رونقها وخيّم الحزن عليها بعد أن كانت تزخر بالحياة.

رغم حجم الكارثة، يبقى الأمل حيًا. وجهود إعادة الإعمار جارية، حيث يسعى الليبيون، بوحدتهم وتكاثفهم، إلى إحياء روح مدينتهم من جديد. إذ أظهرت هذه المحنة شجاعة الليبيين وتماسكهم في مواجهة الصعاب، في مشهد تضامني لترميم جراح المدينة.

فاجعة الفيضان كشفت عن ضعف إدارة الحكومات والسلطات الليبية للأزمة، وعجزها عن التعامل مع حجم الكارثة.

تصاعدت الاتهامات بين المسؤولين، فالحكومة في الشرق الليبي لم تفصح حتى اللحظة عن عدد ضحايا الكارثة، والحكومة في طرابلس لا تولي أي أهمية من هذا الجانب، ربما لأنه ليس في نطاق سيطرتها الجغرافية، في حين يظل الليبيون في حيرة من أمرهم بلا إجابات واضحة حول عدد الضحايا الفعلي أو حجم الخسائر التي تكبدتها المدينة حتى بعد مرور عام كامل.

لم تسلم هذه المحنة من وطأة الأخبار الكاذبة. وكالعادة، تنشط منصات التواصل الاجتماعي خلال الأزمات لتزيد من حدة الوضع.

فريق “فالصو” رصد عشرات الأخبار المضللة والزائفة التي انتشرت أثناء كارثة الفيضان، وسعى إلى توضيح الحقائق.

ظهرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، أظهرت افتقار بعض وسائل الإعلام الليبية إلى المهنية والموضوعية. في حين نشرت بعض المواقع صورًا لضحايا الفيضان واخرى للنساء متأثرات بالفاجعة، دون مراعاة المواثيق الدولية والإنسانية التي تمنع استغلال حالات الضعف، خاصة للأطفال واللاجئين، لتحقيق أهداف أخرى، سواء بقصد أو دون قصد.

تنصح “فالصو” خلال الأزمات وفي الأوقات العادية، بضرورة التحقق من مصادر المعلومات قبل نشرها، وتجنب المواقع التي تروج للشائعات. والبحث عن الأدلة على صحة المعلومات من مصادر موثوقة، والاعتماد على المعلومات الصادرة عن السلطات المختصة في مجال الأزمات والكوارث.

تمر ذكرى كارثة درنة بمشاعر مختلطة بين الحزن والأسى، والأمل والتضامن. ما زالت المدينة تعاني من آثار الكارثة، لكن روح أهلها تظل صامدة. إصرارهم على إعادة بناء مدينتهم يُلهم الجميع. في أوقات الأزمات، تذكر دائمًا أهمية المسؤولية في نشر المعلومات، وضرورة الاعتماد على المصادر الموثوقة لنشر الوعي والمعرفة الصحيحة.