على غرار الإجراءات التي تتخذها منصّات كفيسبوك لتعزيز الشفافية، أعلنت منصّة إكس مؤخرًا عن تحديث أثار جدلًا واسعًا، بعدما قامت برفع مستوى إتاحة بيانات الحسابات من خلال عرض الموقع الجغرافي، وتاريخ الانضمام، وعدد مرّات تغيير الاسم. وبرّرت المنصّة هذا التغيير بأنه يهدف إلى تمكين المستخدمين من فهم خلفيات الحسابات المشاركة في النقاشات العامة، خاصة مع تصاعد نشاط الحسابات الوهمية والحملات المنسّقة العابرة للحدود.
ماذا يعني هذا التغيير؟
يمثّل هذا التحديث نقطة محورية للمدقّقين والباحثين عن الحقيقة، إذ يتيح مجالًا أوسع لكشف الحسابات المتّسقة التي تُعد إحدى أهم أدوات التضليل الرقمي. فالكثير من الحملات الموجّهة تعتمد على النشر المتزامن وتدوير الادعاءات عبر مجموعة من الحسابات التي تُدار من جهة واحدة رغم ادعائها أنها أصوات متعدّدة. ومع إظهار بيانات مثل الموقع الجغرافي وتاريخ الانضمام وتغييرات الاسم، يصبح تتبّع الأنماط المتشابهة بين هذه الحسابات أكثر دقّة، خصوصًا تلك التي تعمل من خارج البلاد وتُظهر سمات تقنية وسلوكية تكشف وجود حملة تضليل منظّمة.
كيف يمكن التحقّق من هذه الحسابات؟
ينبغي التعامل بحذر مع أي حساب يثير الشبهات عبر مراجعة أنماط النشر، وتكرار المحتوى، وطبيعة التفاعل الذي يحظى به. كما يساعد الاطلاع على معلومات الحساب—سواء عبر فيسبوك أو إكس—في تكوين صورة أوضح عن خلفيته، مما يسهّل رصد العلامات المشتركة بين الحسابات المتّسقة. ويُفضَّل أيضًا الاستعانة بأدوات ومنصّات التحقّق المتخصّصة التي تتبّع الأنماط السلوكية الروبوتية، بما يوفّر حماية أكبر للنقاش العام من محاولات التضليل والهويات الرقمية الزائفة.

