طرابلس / 24 فبراير – يُطلق المركز الليبي لحرية الصحافة من خلال منصته الرقمية “فالصو لرصد خطاب الكراهية والأخبار الزائفة” الحملة الإعلامية الأولي للعام 2021، بإطلاق التقرير النهائي لعام 2020 حول “الممارسات التحريرية في غرف الأخبار بـ 15 وسيلة إعلامية ليبية تمت مراقبة مواقعها الإلكترونية وصفحاتها بموقع فيسبوك؛ بهدف رصد المخالفات والإخلالات المهنية التي تمارسها .
أجري فريق موسع من الخبراء والراصدين على مدار العام الماضي عمليات جمع آلاف البيانات وتحليلها للتركيز على المشكلات المتعلقة بالبحث الإعلامي، وهي مدي تأثير خطاب الكراهية والأخبار الزائفة على المجتمع الليبي والانقسام والتشظي، وتزييف الحقائق.
تمت عمليات الرصد والمُراقبة على مدار اليوم لمدة 6 أشهر متواصلة بدأت في 1 يناير وحتي 30 يونيو للعام الماضي، وتم خلالها رصد24037 ألف مخالفة مهنية.
اظهرت النتائج النهائية مدي الولوع في استخدام مفردات خطاب الكراهية والتضليل والعداء ضد الطبقة السياسية، ومؤسسات الدولة الليبية والدول الغربية الكبري المتداخلة في الشأن الليبي، والمهاجمة الشرسة ضد الانتفاضية الشعبية عام 2011 من قبل قناة الجماهيرية، والتي كانت الاسم القديم للتلفزيون الليبي إبان حكم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
ووفقاً لتسريبات مرصد “ستانفورد” للسياسات الإلكترونية فإن شركة “فاغنر” الروسية التابعة لرجل الأعمال الروسي”يفيغني بريجوزين” يمتلك 49 % من أسهم هذه القناة الفضائيةن والتي تتخذ من القاهرة مقراً لها، وتصدرت القائمة بنسبة وصلت 13%.
تأتي قناة التناصح، التي تتخذ من بلدة تاجوراء شرقي طرابلس مقراً لها، والمنحازة بشدة لمعسكر دار الإفتاء الليبية، وصحيفة المرصد الليبية، والتي يُعتقد إنها تُدار من قبل شبكة دولية في عواصم عربية عمان و أبوظبي والقاهرة، والمنحازة بشدة لمعسكر قائد قوات عملية الكرامة الجنرال خليفة حفتر، بنسبة متقاربة وصلت 11 % لكل منهما.
يُظهر تحليل الأشهـر أن شهري مارس وأبريل كانا الأعلي في معدلات ارتكاب المخالفات المهنية بعدد تكرارات تجاوز 5 آلاف لكل شهر، ويأتي ذلك عقب توقيع الاتفاقية العسكرية المشتركة بين حكومة الوفاق الوطني والجمهورية التركية، وتصاعد وتيرة الاشتباكات العنيفة التي دارت على تخوم طرابلس، رافقتها حدة غير مسبوقة في الخطاب الإعلامي المحمَّل بالضغينة والكراهية التي تغذي مقاتلي طرفي النزاع، وانتهت بفشل محاولة مقاتلي قوات الجنرال حفتر اقتحام العاصمة الليبية طرابلس.
كان التحريض والسب والتشهير العلني من أكثر أنواع خطابات الكراهية استخداماً في مواقع التواصل الإجتماعي بنسبة بلغت 69%، مما يعني أن غرف الأخبـار تعتمد على ارتكاب المخالفات المهنية، ناهيك عن غياب الدقة والموضوعية في تغطية النزاعات المسلحة بنسبة بلغت 13%، تليها الاتهامات دون أدلة التي يوجهها المحررون ومنتجو الأخبار لخصومهم السياسيين بنسبة بلغت 48%.
في المقابل هناك العديد من الأشكال الصحفية التي تُستخدم في خطاب التحريض ونشر الأخبار الزائفة، الخبر أو التقرير الإخباري المكتوب بنسبة بلغت 49%، بالإضافة للصور والفيديوهات بنسبة بلغت 13%، تليها النشرات الإخبارية والتقرير المرئي بنسبة قاربت 9%.
في المجمل تُظهر نتائج الرصد الذي يُجرى لأول مرة في ليبيا على مواقع التواصل الإجتماعي أن معدلات ارتكاب خطابات الكراهية التي وصلت نسبتها 76.6% أعلي بكثير من نشر الأخبار الزائفة التي وصلت نسبتها 23.4%.
ولعـل الجميع يتساءلون؟ ماهي الأطراف التي تصدر خطاب الكراهية التي تجعل مواقع التواصل الاجتماعي مشحونة بالحقد؟ لتتناقل رسائل الكراهية كالنار في الهشيم!
تظهر عمليات الرصد أن غرف الأخبار “محررين صحفيين أو منتجين” هم المسؤولون الأوئل عن نشر الكراهية والأخبار الزائفة بنسبة بلغت 51%، يليها ممثلو قوات الجنرال خليفة حفتر بنسبة بلغت 12%، وهم المتهمون بترويج الأكاذيب وخطابات الكراهية، ثم ممثلو قوات حكومة الوفاق الوطني بنسبة بلغت 10%، ولا ننسي الناشطون والمحللون السياسيون الذين يتصدرون شاشات التلفزيون بنسبة بلغت 7%، والقائمة لا تزال طويلة.
في المقابل قد تتساءلون من هم أكثر الجهات استهدافاً؟ ولماذا يتم استهدافهم؟!
توضح عمليات الرصد المعقدة أن قوات الجنرال خليفة حفتر هي الأكثر استهدافاً في الإعلام بنسبة بلغت 33%، تليها قوات حكومة الوفاق الوطني بنسبة بلغت 27% ، أي أن طرفي الصراع في ليبيا هم الأكثر ترويجاً لخطاب الكراهية، والأكثر استهدافاً بخطاب الكراهية قد تبدو معادلة غير واضحة، إلا أن السبب يعود لملكية وسائل الإعلام لطرفي النزاع وانحيازها.