الإشاعة نقلها حساب إيراني على موقع تليغرام، وضخمتها صفحات ليبية وعربية بمواقع التواصل الاجتماعي، وعائلته نفت وجوده.
مستوى الادعاء: إشاعة
بالتّزامن مع الأحداث المُتسارعة في سوريا، والإطاحة بنظام الأسد، وتحرير المئات من المُعتقلين في السجون السّورية
وخلال البحث عن السجون السريّة لإيجاد آخرين.
تداولت عدّة صفحات وحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المُختلفـة، ادّعاءً يُفيد بأن السجلات الموجودة في سجن «صيدنايا» في ريف دمشق، أظهرت وجود اسم الإمام الشيعي “موسى الصدر” في إحدى زنازينه، وقد حظي هذا الادعاء على انتشار واسع، وكان من بين الحسابات التي تداولته، الكاتبة والإعلامية الكويتية “فجر السعيد” عبر منصة إكس.
التحقق:
تحقق فريق فالصـو من هذا الادّعاء عن طريق البحث المُتقدّم في قوقل “Google advanced search” وبالبحث العكسي عن بعض الكلمات المفتاحية، توصّلنـا إلى أن هذا الادّعاء قد نُشِر أولا عبر قنـاة فارسية على موقع التواصل الاجتماعي “تيلجرام” يوم الاثنين 9 ديسمبر 2024 على تمام الساعة الثامنة مساءً.
القناة تحمل الاسم الفارسي “أخبار نظام إيران وجهان“، وبها أكثر من 100 ألف مُشترك، ولا تتبع المؤسسات الرسمية الإيرانية، وعند ترجمة النص الذي نُشِر أفاد بأن “شائعة يمكن أن تهز الشرق الأوسط والعالم، عدد من المتواجدين في صيدنايا يقولون أن اسم الإمام “موسى الصدر” موجود في قائمة السجناء، وبمُتابعة عملية التحقق توصلنا إلى أن هذا الادّعاء نقله رئيس اللجنة الحقوقية والإعلامية لهانيبال القذافي “عقيلة دلهوم“، عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وتداولته عدّة صفحات أخرى دون ذكـر مصدر الادّعاء الأساسي، ومن خلال رحلة البحث، لم نتوصل إلى أيٍّ من صور السجلات التي تُثبت أنه ذُكر فيها وجود “موسى الصدر” كمُعتقل في سجن “صيدنايا” السُّوري ما يثبت أن الادّعاء مُضلل، كما أننا لم نتوصل لأي فيديوهات ولا أي صُور تُثبت صحّة الادّعاء.
استكمالا لرحلة البحث توصّلنا إلى بيـان رسمي نشرته عائلة “موسى الصدر” في 10 ديسمبر 2024، نفت فيه وجُود الإمام في السجون السورية، مؤكدين أنّه قيد الاحتجاز في مكان ما في ليبيا كما بيّنت التحقيقات القضائية، وكما أكدت تصريحات المسؤولين الليبيين بعد الثورة، وكما ورد في مذكرة التفاهم الموقّعة رسمياً بين لبنان وليبيا عام 2014، حسب قولهم.
يذكر أن موسى الصدر قد اختفى في ليبيا منذ عام 1978 خلال زيارة له، رفقة شخصين آخرين، وقد تعرّضت حادثة اختفائه لعدة نظريات، منها فرضيات تتعلق بتورط النظام الليبي السابق فيها، ولكن لا توجد معلومات مؤكدة حول مكانه أو مصيره حتى يومنا هذا.