الاخلالات المهنية في الفضائيات الليبية. التقرير الختامي


حصيلة عمليات الرصد التلفزيوني لخطاب الكراهية والنزاعات المُسلحة.

 

3525 حصيلة الاختلالات المهنية طوال الأشهر الأربعة من النصف الأول لعام 2017، في 12 قناة تلفزيونية ليبية لمدة 35 يومًا مُتقطعًا بواقع أسبوع كامل من كل شهر، بحصيلة بلغت 2940 ساعة تلفزيونية لأوقات الذروة بين 6:00 إلى 12:00 منتصف الليل بتوقيت طرابلس.

حقّق التقرير الأول للمركز الليبي لحرية الصحافة المتعلق برصد خطاب الكراهية، الصادر في أبريل 2017 أصداء بين المؤسسات الإعلامية  التي تفاعلت معه، ويرى المركز أن الحاجة ماسة لاستكمال رصد الإخلالات المهنية التي ترتكبها وسائل الإعلام عبر الفضاء المفتوح، حيث يزداد الإفلات من العقاب لعدم وجود رادع قانوني للمخالفين وإطار قانوني منظم.

ويقدّم المركز الليبي لحرية الصحافة تقريره الختامي لأعمال الرصد التلفزيوني حول خطاب الكراهية في القنوات الفضائية الليبية، بعد نحو سنة من بدء مشروعه، الذي كان الأول في ليبيا؛ ليجدّد فيه أن الهدف الناتج عن عملية رصد خطابات الحقد والكراهية في القنوات التلفزيونية الليبية، هو مجابهة ثقافة الحقد والكراهية والإقصاء التي تؤجج الصراع وتغذّي العنف رغم حملات التحريض التي شنتها بعض وسائل الإعلام الليبية ضد المركز وأعضائه بعد نشره لتقريره الأول؛ مشككةً في منهجية الرصد ومتهمةً المركز بعدم الحيادية والانتماء السياسي.

يسعى المركز الليبي لحرية الصحافة عبر هذا المشروع إلى تحمل مسؤولياته كمكوّن من مكونات المجتمع المدني الليبي نحو الرقي بالمردود الإعلامي الليبي والمساعدة على التحلي بالمهنية في ظل حرية مسؤولة، ويجدد تأكيده أن نتائج الرصد هي نتائج نسبية وليست مطلقة، إذْ أن الرصد لم يشمل كل فترات بث القناة، لذلك فإن النتائج هي مؤشر كمي ونسبي لخطاب الكراهية والتحريض والإخلالات المهنية لتغطية النزاعات المُسلحة والإرهاب.

منهجيـة وحدة الرصد

تقوم عمليات الرصد التلفزيوني على تسجيل ومتابعة عدد تكرارات خطابات الكراهية ، ونشر الإخلالات المهنية في تغطية النزاعات المسلحة والأحداث الإرهابية

 عملية الرصد شملت 12 قناة تلفزيونية ليبية هي الأكثر تأثيرًا في الشارع الليبي، لمدة أسبوع كامل من كل شهر لمدة 4 أشهر ” فبراير، مارس، أبريل، مايـو” وكانت حصيلة الساعات التي رُصدت هي 2940 ساعة تلفزيونية بأوقات الذروة، وهي من الساعة الـ6:00 مساءً إلى الـ12:00 منتصف الليل.

دوّن الراصدون على مدار عملهم لسبعة أشهر متواصلة، النصوص الحرفية من دون تدخّل، وفي بعض الأحيان نقل الكلام باللهجة الشعبية الدارجة لكل ما ورد على لسان ضيوف ومقدمي البرامج التلفزيونية التي شملها الرصد، وحصلوا على جملة من النتائـج.

للمزيد من المعلومات حول المنهجية البحثية عبر الموقع الإلكتروني:

الإستنتاجات والتوصيات

 يحثّ المركز  الليبي لحرية الصحافة على وضع إستراتيجية وطنية لعملية إصلاح وحوكمة  قطاع الصحافة والإعلام عبر مرسوم رئاسي مؤقت  ينصّ على تشكيل ” اللجنة الوطنية العليا المؤقتة لإصلاح الإعلام” تتألف من أكاديميين بالإعلام وقانونيين وممثلي المجتمع المدني مع إعطاء صفة المستشار لممثلين عن منظمات دولية تلتزم بوضع  دراسة أوضاع وسائل الإعلام الحكومية بالكامل وتقييم أصولها ومواردها المالية والبشرية.

كما يؤكد المركز أهمية إعادة هيكلية مؤسسات الإعلام الحكومية وتعيين هئيات تحريرية مستقلة، بما يضمن تحويلها إلى مؤسسات إعلام عموميّة مستقلة والعمل على  دمج وتوحيد  المؤسسات الإعلامية العمومية بين الشرق والغرب الليبي.

 

وفي هذا السياق يحث المركز على وضع كراسة شروط لتراخيص البث الإذاعي والتلفزيوني،  عبر اللجنة الوطنية العليا، وتسوية أوضاع وسائل الإعلام التي تبثّ خارج نطاق القانون؛ إضافة إلى إعداد مقترح قانون الصحافة والنشر وقانون تنظيم الإعلام ” المجلس الأعلى للإعلام ” وفقًا لما نصّ عليه مشروع الدستور الليبي.

ويلفت المركز الليبي لحرية الصحافة إلى ضرورة  إنشاء مرصد إعلامي لرصد خطاب وسائل الإعلام وتحليل المضامين والمحتوى بما يعزز مكافحة خطاب الكراهية والتحريض أو تبييض الإرهاب وتأجيج النزاعات المسلحة.

 

فيما ندعو  كل الصحفيين والإعلاميين والمجتمع المدني ومالكي وسائل الإعلام:

إلى إعداد لقاءات مع رؤساء التحرير ومديري القنوات التلفزيونية حول خطورة خطابات الكراهية  وتداعياتها على المجتمع وعلى مصداقية الوسيلة الإعلامية في حدّ ذاتها، كما نحثّ على ضمان الفصل بين الإدارة وهيئة التحرير داخل المؤسسات الإعلامية، وتشجيع تشكيل هيئات تحريرية منتخبة تعمل على تطوير واحترام السياسات التحريرية، لتفادي مخاطر الخضوع لإعلام اللوبيات.

ويشير المركز الليبي لحرية الصحافة إلى  ضرورة تكوين تحالفات مدنية  وحقوقية، تعمل على ترشيد الخطاب السياسي والإعلامي وتوعية الصحفيين وتدريبهم على ماهية خطابات الحقد والكراهية وتبعاتها على المجتمع، عبر الاطّلاع على المواثيق الدولية المجرّمة لمثل هذه الخطابات؛ بتنظيم ورشات تدريبية مستمرة للصحفيين والصحفيات في ليبيا حول ماهية خطابات الكراهية وإخلالات تغطية النزاعات المسلحة وتبعاتها على المجتمع.

ويدعو المركز الصحفيين إلى  العمل على الدفاع عن شرف المهنة، من خلال التجنيد المهني لرفض استخدام وسائل الإعلام  لنشر خطابات الحقد والكراهية، فضلا عن العمل على إنشاء تحالفات إعلامية وحقوقية لوضع إستراتيجية تسعى إلى تطبيق “خطة الرباط”  التي تنصّ على مكافحة خطاب الكراهية في الإعلام.