ما سر الاقبال الواسع على عملة البتكوين في ليبيا ؟
تزايد في الآونة الأخيرة استخدام النقود الرقمية الافتراضية وأشهرها ” البتكوين ” وأصبحت من القضايا المعاصرة التي أفرزها التطور التكنولوجي والرقمي؛ مما دفع العديد من الأشخاص والمؤسسات للاستثمار في العملات الرقمية في ليبيا نظرا لرخص تكلفة الكهرباء بالمقارنة ببقية الدول.
لا مركزية
حيث تعتبر هذه العملة أول عملة رقمية مشفرة لامركزية، من دون وجود بنك مركزي، يمكن إرسالها من شخص إلى آخر عبر شبكة “البيتكوين” بطريقة “الند للند” وهي عملية تبادل الملفات والبيانات بين جهازين شخصيين على شبكة الإنترنت، دون الحاجة إلى طرف ثالث.
ويتم استخدام أجهزة خاصة ذات قوة معالجة خارقة وتستهلك كميات كبيرة من الكهرباء تقوم بعمليات فك تشفير متعددة، هذه العمليات ترفع حرارة الجهاز بشكل كبير وتتطلب تبريدا مكثفا لتعمل بكفاءة.
أول ظهور
فقد ظهر البتكوين بعد أن أعلن “ساتوشي ناكاموتو” بين عامي 2008 و2010 عن فكرة اختراعه للبتكوين حيث أصبح من أغنى الأشخاص في العالم، لكن هويته ما زالت مجهولة إلى اليوم.
هذا وقد احتل “ناكاموتو” المركز الـ 15 في حال انضمامه إلى تصنيف مجلة “فوربس” لأغنى الأشخاص في العالم، ولكن ثروته تتقلب وفقا لسعر ” البتكوين ” فإنها تقدر حاليا بنحو 64 مليار دولار.
بينما وصل أعداد “البيتكوين” عالميا 18,749,318.75 عملة ويتغير الرقم كل 10 دقائق تقريبا حيث يتم تعدين كتل جديد.
ليبيا أرض خصبة
لاقت العملات الرقمية خاصة ” البتكوين ” رواجا واسعا في معظم أنحاء العالم بعد تداولها من كبار المستثمرين؛ مما شجع كثير على الإقبال على شرائها.
وبحسب وكالة “بلومبيرغ” تصدرت ليبيا عام 2022 الأولى عربيا في تعدين البيتكوين بنسبة 0.13 بالمئة من الإنتاج العالمي.
ووفقا لموقع “Analytics Insight” المختص بالخدمات التحليل الإحصائي تتصدر “تايلاند” المرتبة الأولى من ضمن البلدان التي تستخدم العملات الرقمية بنسبة 20.1 % وتعدي “Bitkub” منصة تبادل العملات المشفرة الرائدة في تايلاند، وجاءت “الفلبين” في المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تتبنى تداول العملات المشفرة، إذ يستخدمها 19.4 %، فيما تعد منصة “PDAX”، هي بورصة العملات المشفرة المحلية في الفلبين.
واحتلت “نيجيريا” المرتبة الثالثة عالميا في تبني العملات المشفرة، حيث يمتلك 19.4 % من السكان عملات مشفرة، وتشمل Dash وريبل (XRP) وPayChatik ومع إجمالي حجم معاملات في سوق التشفير.
وتأتي بعد ذلك “جنوب أفريقيا” في المرتبة الرابعة وتمتلك أكثر من 19 % من مستخدمي الإنترنت عملات رقمية.
الأكثر عربيا
فيما كشفت مصادر خاصة لقناة “الجزيرة” أن ليبيا تعد من أكثر الدول العربية في عمليات تعدين البتكوين ، وأغلب عمليات تعدين العملات الإلكترونية تكون على المستوى الشخصي، مع وجود أيضا“ معامل التعدين”.
ويرى بعض الخبراء الليبيين في سوق العملات الإلكترونية أن ليبيا تحتل مركزا متقدما في تعدين عملة ” بيتكوين ” على الصعيد العربي؛ بسبب التكلفة كهرباء البسيطة.
ورغم الحظر المفروض من قبل مصرف ليبيا المركزي على الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة؛ فإن نحو 1.3 % من إجمالي عدد سكان ليبيا يقومون بعمليات تعدين، وفقا لدراسة أجراها مركز السياسات الدولي في أواخر ديسمبر 2022.
والجدير بالذكر ضبط النائب العام في يونيو من العام الجاري 50 صينيا يقومون بعمليات تعدين للعملات الرقمية المشفرة بمصنع حديد في مدينة زليتن.
النائب العام أكد أن فعلتهم“ مخالفة للقانون”، حيث إنه استعملوا“ أجهزة عالية الطاقة، وسخروا إمكانات مادية هائلة لتعدين العملات الافتراضية، ما نتج عن هذه العملية ضرر بالمال العام والمصلحة العامة”.
هذا وقد يظهر إقبال واسع على عملة ” البتكوين ” عالميا؛ لتحقيق أرباح سريعة ووفيرة، بينما لم تكن قيمة هذه العملة الرقمية تعادل سوى بضعة سنتات، أما الآن يتم تداولها بما يزيد على 30 ألف دولار لكل عملة من أصل 21 مليون وحدة متاحة.
ويشار إلى أن مصرف ليبيا المركزي منع رسمياً في عام 2018 تداول العملات الرقمية في البلاد، وأصدر بياناً وقتها يؤكد أن ” العملات الافتراضية مثل (بيتكوين) ونحوها غير قانونية في ليبيا، ولا توجد أية حماية قانونية للمتعاملين بها”.
وحذر مصرف ليبيا المركزي في البيان “جميع المواطنين والمؤسسات والشركات من الأخطار الأمنية والاقتصادية للتعامل بالعملات الافتراضية، والتي قد تستغل للقيام بأنشطة إجرامية ومخالفة للقوانين مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب”.
وأكد أنه “يجب الحصول على ترخيص أو إذن مسبق من مصرف ليبيا المركزي للقيام بأية أنشطة أو تقديم خدمات مصرفية أو مالية، سواء كانت تتعلق بالعملات الافتراضية أم لا”.