مقدمة
أثار الفيديو المتداول للنائب الليبي المختطف إبراهيم الدرسي موجة غضب واسعة على منصات التواصل، حيث ظهر فيه معذّبًا و مقيّدًا بالسلاسل، يناشد سلطات المنطقة الشرقية إطلاق سراحه، الفيديو أحدث صدمة عامة، خصوصًا في بنغازي، وأشعل جدلاً سياسيًا وإعلاميًا حادًا بين أطراف النزاع الليبي، وسط تضارب في الروايات الرسمية وغير الرسمية.
وصفت وسائل إعلام الفيديو بأنه دليل صارخ على الانتهاكات داخل مراكز الاحتجاز، مطالبة بتحقيق دولي ومحاسبة المسؤولين، في حين روّجت منصات موالية لمعسكر الشرق لرواية الفبركة بالذكاء الاصطناعي، مدعومة بجهاز الأمن الداخلي، في حين تجاهلت الحكومة الحسم واكتفت بالمطالبة بالتحقيق، كما سُجّل غياب تام لأي رد فعل من القيادة العامة للجيش أو من صدام حفتر، ما اعتبره ناشطون صمتاً مريباً أمام حادثة تهز الرأي العام وتطال أحد أبرز مؤيدي عملية الكرامة.

المنهجية و الملخص التنفيذي
في هذا التقرير نعتمد على تحليل عينة من البيانات الرقمية عن طريق منصتي NewsWhip و Meltwater خلال فترة الرصد التي تراوحت بين 30 ابريل الى 7 مايو 2025، مع تحليل 100 منشور عالي التفاعل عبر فيسبوك، تويتر، وإنستغرام.
استُخدمت أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل المشاعر وتصنيف المحتوى (سلبي/محايد/إيجابي)، مع رصد التوزيع الجغرافي للمشاركين الى جانب تتبع الكلمات المفتاحية ذات الصلة باسم النائب.

بلغ عدد الإشارات 9.86 ألف بمعدل الوصول 774 مليون مستخدم وإجمالي 70.8 ألف مشاركة.


حيث سجلت منصة فيسبوك أعلى مستوى من التفاعل، بإجمالي 334,700 تفاعل، حسب البيانات من منصة NewsWhip وكان أبرز المنشورات مقطعًا مصورًا نشرته “ليبيا الأحرار TV” بتاريخ 5 مايو، حصد وحده 40 ألف تفاعل، وظهر فيه الدرسي في ظروف اعتقال قاسية، وتركّزت التفاعلات بنسبة 70% في بنغازي وطرابلس، ما يعكس حساسية القضية في مناطق الصراع السياسي.
في تويتر (X)، تصدّر وسم #إبراهيم_الدرسي التريند المحلي، مع تسجيل 8.33 ألف تغريدة خلال يومين حسب منصة Meltwater، وتراوحت الخطابات بين الإدانة والمكاشفة، وبين التشكيك في مصداقية الروايات، خاصة من حسابات محسوبة على معسكر حفتر.
أما في الصحافة الرقمية، فقد نُشرت 556 مقالات حول القضية، منها بالإنجليزي على منصات دولية، ما يعكس اهتمامًا خارجيًا بالملف، لا سيما من afrique asie.fr، التي كانت المصدر الاول لصور الدرسي بدون الإشارة منها إلى تفاصيل تحصلها عليها.




تحليل المشاعر والتوزيع الجغرافي:
بلغت نسبة المشاعر السلبية في المحتوى محل الرصد نحو 53.4%، وبرزت كلمات مثل “تعذيب”، “إهانة”، و”سجون سرية”. فيما مثّلت المشاعر المحايدة 43.1%، في حين لم تتجاوز المشاعر الإيجابية 3.5%، وغالبًا ما تمثّلت في دعوات تضامن مع عائلة الدرسي والمطالبة بوقفات احتجاجية محدودة.

جغرافيًا، احتلت بنغازي الصدارة بنسبة 45% من التفاعل، تلتها طرابلس بـ30%، ثم المحتوى الدولي بـ25%، وتنوعت الروايات بين نفي الجهات الأمنية تورطها، وتحذيرات أممية من تفاقم الأزمة القبلية والسياسية، حسب ادوات الذكاء الاصطناعي.

ردود الفعل المحلية والدولية مع قضية الدرسي:
أعلنت الأجهزة الأمنية في بنغازي، بقيادة جهاز الأمن الداخلي، أن مقاطع تعذيب النائب إبراهيم الدرسي مفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي. لكن هذا الادعاء لم يُؤكَّد رسميًا خلال اجتماع الحكومة المكلّفة مع الأجهزة الأمنية، حيث اقتصر البيان على الدعوة لفتح تحقيق، دون أي تعليق من القيادة العامة للجيش أو المشير خليفة حفتر ونجله صدام.
في المقابل، دعا رئيس مجلس النواب إلى تحقيق عاجل، وطالب المجلس الرئاسي بتشكيل لجنة وطنية ودولية لتقصي مصير النائب، وسط تزايد الشكوك حول ظروف اختفائه والمقاطع المتداولة، وسط تحذيرات من جهات أممية بشأن تصاعد التوترات القبلية والسياسية وتدهور الأوضاع في حال استمرار الغموض حول القضية، الى جانب تشكيل قبيلة الدرسة خلية أزمة وهددت بالتصعيد إن لم يُكشف عن مصيره خلال 3 أيام.
الاستنتاج:
- يفسّر التقرير تفاوت التفاعل بتركيز الصراع السياسي بين سلطات الشرق وحكومة الوحدة الوطنية، وتغذية الانقسام الإعلامي، وغياب الرواية المحايدة.
- رُصد العديد من المعلومات المضللة بشأن أسباب الاعتقال وهويّة الفاعلين دون الاستناد إلى أدلة موثوقة.
- مثّلت الحملة الرقمية تعبيرًا عن رفض شعبي للانتهاكات، لكنها استغلت سياسيًّا لتعميق الانقسام.
- أظهرت القضية مركزية الإعلام الرقمي في تشكيل الرأي العام الليبي.
- لعبت المنصات الاجتماعية دورًا محوريًّا في تضخيم القضية، ما دفع السلطات إلى الظهور السريع لتبرير الموقف وإبعاد التهم عنها.