المعايير المهنية للتحقق في تغطية الأحداث الجارية

أولاً : الوضُوح والشمولية: أي لابد أن تكون المادة الإخبارية متكاملة وشاملة للحقيقة، أي حدث جارٍ وغير مجزءة أو منحازة لجهة بعينها مع ضرورة التركيز على المصادر الحقيقية، والإجابة عن الأسئلة الخمسة (من، لماذا، أين، كيف، متى،ماذا) مع ضرورة توضيح السياق وخلفيات الحدث.

إضافة إلى أهمية عرض المحتوى الصحفي بشكل محدد مع ذكر وقائع حقيقية وتسمية الأشخاص والمُسميات وعدم طرح محتوى قديم أو ذكر حقائق جدلية تفتقد للمصادر الحقيقية واستخدام مفاهيم وعبارات لتوجيه القارئ والاستهانة بقدرته على فهم السياق الحقيقي أو حتي نشر معلومات وأخبار بمصادر مجهولة بتحفظ عن عدم ذكرها يعد إخلالاً مهنياً وتلاعبلا في الأخبار والمعلومات.

 

ثانياً : الدقة والموضوعية: تعد هي الأساس لبناء الثقة بين الوسائل الإعلامية والجمهور الليبي فلابد أن تسعى وسائل الإعلام إلي وصف الحقيقة كما هي دون أي رتوش أو إدخال الآراء والمواقف والمعلومات المضللة ونسبتها لأطراف بعينها، كما أن الدقة والموضوعية تحتم على الصحفيين في غرف الأخبار أن يزنوا الحقائق والمعلومات ومدي صلتها بالواقع الحالي، والدقة معناها: أن يتم تفادي كافة الأخطاء المهنية بجميع أشكالها.

ولابد من مؤشرات تقاس بها الدقة كتجنب المعلومات الخاطئة، أو عدم ذكر مصادر الأخبار، أو وضع أرقام غير صحيحة، وتحريف الاقتباسات في السياق الذي قيلت فيه، وتعديل أي أخبار ومعلومات تم نشرها بعد التقصي والتحقق منها، وإسناد الآراء دائماً لمصادرها.

 

ثالثاً: التوازن: وهي عملية نقل المعلومات والآراء من مصادرها بشكل متساوٍ دون أي أحكام أو تقييم، مع ضرورة الحرص على التوزان بين المصلحة العامة ومبدأ الحد من الضرر والأذى.

ولعل تغطية حالة النزاعات المسلحة والأحداث السياسية الساخنة هي الأكثر حساسية وتتطلب ضرورة تحقيق التوازن بين كافة المواقف، فيما يقاس التوازن في عرض المصادر واستخدام اللغة، بعيداً عن المبالغات والتوازن في إعطاء مساحات متساوية لكافة الأطراف.

 

رابعاً: الحياد والإنصاف: أي لابد ألا تكون هناك محاباة في التغطية الإخبارية، أو تقديم رؤية أحادية الزاوية، القائمة على المصالح والانحياز المتعمد، والخلط بين الخبر والتعليق والرأي، وضرورة الابتعاد عن التحريف، أو التهميش،أو المبالغة، أو الانتقام لخدمة وجهة نظر معينة.

ويمكن قياس مدى الحياد أو الإنصاف من خلال القصص الصحفية أو الأخبار التي تعكس وجهة نظر واحدة على حساب وجهات نظر أخرى، والإنحياز والتضليل عادة ما يكون متعمدا من الأطراف، فضلاً عن الحذف الانتقائي للنصوص، وتغيير حقائق، ونصرة بيانات ووجهات نظر الآخرين،فضلا عن التضارب بين العنوان ومتن الخبر، وتضخيم القصة لصالح أطراف بعينها .

وتجد الإشارة إلى أنه من الضروري وفقاً للمؤشرات أن تبتعد وسائل الإعلام عن التفسير لما قاله مصدر الخبر أو المعلومة، وعدم نشر أي إتهامات دون أدلة واضحة.