(إعلام زلحـة)… لتعذية النزاع في ليبيا.


طرابلس / مؤسف للغاية تعاطي القنوات التلفزيونية الليبية مع الوضع المأساوي في ليبيا، ومنهج خطاب الكراهية والتحريض الذي تنتهجه هذه القنوات التلفزيونية في برامجها اليومية، والذي يفتقد لأبسط الموضوعية والدقة، ولا يرتقي إلى الحد المعقول من المهنية والنضج، ليتضح لنا مقدار اللامسؤولية، وغياب المنطق في التعامل مع الأزمات العنيفة التي تعصف بليبيا.
لقد استخدمت كافة أساليب ومعاجم الكراهية والتحريض، فنرى بعض مقدمي البرامج والناشطين والفاعلين السياسيين من مستويات مختلفة يكيلون بالسبّ والشّتم والتنميط والتحقير لأطياف مختلفة من المجتمع، فيما ووظفت كذلك صور العنف والدماء، ونشر التسجيلات الإرهابية وغيرها من أساليب الإخلالات المهنية الفظيعة، التي استخدمت في التلفزيون الليبي منذ اندلاع ثورة فبراير عام 2011.
ولعل كل ذلك يوضح مدى استخفاف وسائل الإعلام التلفزيونية بعقل المشاهد الليبي ودرجة الوعي، لتوظف أساليب لا تمت للمنطق البشري، لمحاولة الإقناع وتأجيج الوضع والتعبئة السلبية وتأليب الرأي العام، وممارسة التضليل الإعلامي بأبشع صوره، دون أية مراعاة لهشاشة النسيج الاجتماعي والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد.
وبهذا الصدد يقول الرئيس التنفيذي للمركز الليبي لحرية الصحافة السيد/ محمد الناجم:
“إن التحدي الحقيقي أمامنا الآن؛ هو وقف الخطاب المشبوه، والعمل على الإصلاح الهيكلي فوراً للقطاع الذي يُعد من أكثر القطاعات تضرراً وانهياراً نتيجة الفوضى، ولعل إعلام الجمهور الليبي بنتائج الأبحاث التي نقوم بها، هي لتعزيز دفاعات المجتمع النفسية جرّاء التضليل الذي يمارس ضدهم في ظل ظروف مأساوية وإرهاب معنوي يمارس في الفضاء العام”.
وتظهر لنا نتائج الدراسة البحثية لشهر أبريل عن مقدار الممارسات اللامهنية، والمحتوى البصري العنيف الذي تبثه القنوات المختلفة والتكرارات في ارتكاب الإخلالات المهنية، والمضامين البصرية المشبعة بالتوجيه الخاطئ، والتشويش ومفردات التحريض والكراهية بمختلف انوعها، ناهيك عن الأسلوب الركيك في تناول القضايا والأزمات التي تعيشها ليبيا في عقد من زمن يُعد الأصعب عليها منذ تأسيسها عام 1951.
وقد تصدرت (قناة التناصح) الأكثر ممارسةً لخطابات الكراهية والتحريض، والإخلالات والنزاعات المسلحة بنسبة بلغت؛ 25.08 %. ، تليها (قناة النبأ) بنسبة 24.44 % ، و التي عادت للرصد بشهر أبريل بعد خروجها في شهر مارس بالنظر للهجوم الدامي الذي تعرضت له، إلا إنها لاتزال تمارس نفس الخطاب وتبث الصور والفيدوهات المتعلقة بالإرهاب والنزاعات المسلحة بشكل دوري.