شبكة ذباب إلكتروني مصرية تستهدف تضليل الجمهور الليبي.


رصد فريق عمل “فالصو” مجموعة من الحسابات الشخصية على فيسبوك تعود لأشخاص بأسماء وصور حقيقية، وتُظهر بيانات هذه الحسابات أنها جميعًا تنتمي لدولة مصر، وقد لاحظ الفريق أن هذه الحسابات تلعب دورًا في توجيه الرأي العام بشأن قضايا مختلفة متداولة في الساحة الإلكترونية الليبية.

خلال مطلع شهر يناير، ومن خلال متابعة التعليقات على منشورات حساب حسام القماطي أحد النشطاء السياسيين، تم رصد مجموعة من الحسابات التي تستخدم عبارات متشابهة وتنشر بصيغة موحدة، تهاجم آمر اللواء 128 بالقيادة العامة، الفريق حسن الزادمة، وذلك تزامنًا مع الأقاويل المتداولة حول إقالته من منصبه، وقد أشار الناشط السياسي ذاته إلى هذه التعليقات، معتبرًا أنها جزء من شبكة ذباب إلكتروني مصرية تسعى للتأثير على الرأي العام وفق أجندات محددة.

في سياق آخر، وثّق فريق “فالصو” نشاطًا مماثلًا لحسابات مصرية أخرى، حيث تفاعلت مع منشور صفحة إخبارية بموقع فيسبوك تحمل اسم “أخبار بلدية سرت وضواحيها” تهتم بتغطية انتخابات بلدية سرت المقبلة والقوائم المترشحة لها، وقد لوحظ أن هذه الحسابات تدعم ترشح عميد بلدية سرت الحالي مختار المعداني، وهاجمت التعليقات التي تطالب بعدم إعادة انتخابه، كما شهد أحد منشورات صحفي مستقل، تحدث عن هذه الشبكة، تفاعلًا غير اعتيادي تمثّل في عدد كبير من ردود الفعل السلبية (“أغضبني”) مقارنةً بالمعدل الطبيعي لتفاعل الصفحة.

عند تحليل هذه الحسابات، تبيّن أن معظمها يحمل أسماء وصورًا لأشخاص حقيقيين، إلى جانب بعض الحسابات الوهمية، كما أظهرت بياناتها أن أصحابها ينتمون إلى مدن مصرية. ومن خلال مراجعة منشوراتهم، اتضح أن العديد منها يحتوي على عبارات متكررة وغير مرتبطة بالسياسة، مثل “خدمة ممتازة وسرعة في الرد” و”أنصح أي حد محتاج شركة تنظيف بتجربتهم”، مما يشير إلى احتمال استخدامها سابقًا في حملات ترويجية موجهة.

الجدير بالذكر أن هناك منصات خدمات مدفوعة تتيح التحكم في التفاعلات على المنشورات، بحيث يمكن طلب عدد معين من التعليقات، الإعجابات، أو ردود الفعل السلبية مثل “أغضبني” بطريقة منظمة، تعمل هذه الشبكات بطرق متعددة، منها الحسابات الوهمية (Bots) التي تُدار بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي لتنفيذ مهام معينة أو حسابات حقيقية مأجورة.