فضيحة نصب واحتيال تُلاحق معرض الدولي للاتصالات وتقنية المعلومات

فضيحة نصب واحتيال تُلاحق معرض الدولي للاتصالات وتقنية المعلومات

طرابلس/ 26 نوفمبر انطلقت فعاليات المعرض الدولي للاتصالات وتقنية المعلومات في 13 من الشهر الجاري، بنسخته الحادية عشر بمدينة طرابلس والذي استمر لمدة 3 أيام، شهد خلالها مشاركة عدد من الشركات التقنية المحلية والعربية والدولية، بمشاريعها وأفكارها وأحدث التقنيات والبرمجيات التي تعمل بها، كما تم تنظيم محاضرات وورش عمل تفاعلية حول آخر اتجاهات الابتكار التقني.

 

فمنذ إعلان عن الأسماء المُستضفين والمُتحدثين في فعاليات المعرض، تداولت أوساط مدونين تقنيين ورواد المواقع التواصل الاجتماعي، ادعاءات تتعلق بحضور رجل أعمال أردني في المعرض، والذي يواجه اتهامات بالنصب والاحتيال على المستثمرين في عدة دول. 

 

تسببت هذه الواقعة في إثارة حالة من الاستنفار والاستغراب بسبب استضافته في المعرض، مما أدى إلى تداول واسع للمعلومات والتعليقات حول الوضع وسط المشاركين والحضور في الفعالية. 

 

حيث نشر حساب spike fast على موقع تيك توك مقطع فيديو محذراً فيه المستثمرين والمواطنين في ليبيا التحري قبل التعامل مع بنك الخليج الرقمي واصفاً إياه بأنه يستهدف المواطنون في ليبيا بهدف النصب والاحتيال ليتحصل الفيديو على حوالي 11200 إعجاب وأكثر من 1500 مشاركة.

 

وجاء في الادعاءات أن الرجل الأعمال هاني الأصفر والذي يشغل منصب مدير بنك الخليج الرقمي المُتهم في عدة قضايا نصب واحتيال، مع حالة من الاستنكار لعدم تحقق الجهات المختصة من المدعوين إلى المعرض على الرغم من وجود عدة شبهات تدور حول المصرف وإدارته.

 

إذ نشر المدون التقني حسين بالحاج عدة نقاط تدين رئيس البنك الرقمي هاني الاصفر خلال بحثه عن معلومات حوله عبر الانترنت

ليتبعه الصحفي الليبي محمد القرج الذي نشر معلومات مشابهة محذراً الشباب من الانخراط وراء هذه الجهات المشبوهة إلا أنه قام بحذف المنشور بعد يوم واحد من نشره دون توضيح الأسباب.

ماحقيقة الشبهة حول بنك الخليج الرقمي ؟

يذكر أنه بتاريخ 14 أكتوبر تم الإعلان عن افتتاح بنك الخليج الرقمي ضمن احتفال ضخم أقيم بمدينة إسطنبول وكان ضمن الحضور (محمد ادم لينو) عضو مجلس إدارة مجموعة الساحل والصحراء الذي أكد على دعم بنك الساحل والصحراء بكافة نقاطه في معظم الدول لهذا المشروع منذ لحظة انطلاقه مع توقيع اتفاقية تعاون خلال الاحتفال.

ومن جهته، صرح مدير بنك الخليج الرقمي هاني الاصفر عبر صفحة البنك الرسمية حول دعم حكومي ليبي لمشروع GCB في ليبيا بالتنسيق مع مؤسسة الاستثمار الليبية وذلك على ضوء فعاليات المعرض إلا أننا خلال البحث في البثوث المباشرة للحدث لم نجد إثبات لهذه التصريحات ولم يعلن أي طرف ليبي عن اي اتفاقات مبرمة بين الجانبين.

وبالبحث عن حديث رئيس الحكومة الوحدة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة مع هاني الاصفر وتقديمه الدعم الذي روج له في صفحة البنك، لاحظنا بمتابعة البث المباشر لجولة رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة قد وجه مثل هذا الخطاب الداعم لمعظم الشركات العالمية والمحلية من جانب معنوي وتشجيعهم بالمشاركة في السوق الليبي ولم يخص به البنك الرقمي بحد ذاته ولم يصرح بتصريح خاص لرئيسه.

في حين أثارت الشكوك تقارير التي رصدها فريق فالصو في عدة مصادر و كان أبرزها موقع ضمان والذي يختص بتقييم شركات التداول في الدول العربية
فضيحة نصب واحتيال تُلاحق معرض الدولي للاتصالات وتقنية المعلومات

في حين أثارت الشكوك تقارير التي رصدها فريق فالصو في عدة مصادر و كان أبرزها موقع ضمان والذي يختص بتقييم شركات التداول في الدول العربية، والذي ذكر في تقريره المنشور في الـ 12 مايو 2023 أن المصرف يعتمد طريقة الترويج بحملات تسويقية مكثفة لإقناع المستثمرين، ناهيك عن غياب أي ضمانات لحماية الأموال حيث يتم التحكم بالأموال عن طريق منصة إلكترونية تتم إدارتها من قبل المصرف نفسه دون وجود رقابة حقيقية عليها.

وأوضح موقع ضمان في تقرير آخر حول الأكاديمية العربية للأعمال التي يديرونها عائلة الاصفر والمعنية بتعليم التداول والاستثمار

 ان الاكاديمية لا تمتلك أيًا تراخيص وان التراخيص الوحيدة التي تمتلكها الأكاديمية هي شهادة حجز اسم تجاري وشهادة تأسيس من وزارة التجارة العراقية وهذه التراخيص لا تمنح الأكاديمية الحق في ممارسة أي مهنة بدون الحصول على الموافقة من الجهات المختصة.

وفي سياق متصل، أصدرت منصة “مسبار” للتحقق من الأخبار الكاذبة، في الـ 20 يونيو 2023، تحقيقاً مطولاً حول البنك مع كثرة الشائعات حوله وتضارب المعلومات حول فوز البنك كأول مصرف رقمي عربي ضمن فعاليات قمة التكنولوجيا المالية والعملات المشفرة المقام في دولة البحرين فبراير الماضي، والذي روج البنك لعملة رقمية تحمل اسم Gulf Coin وهي عملة تابعة له إلا أنه ثبت في عدة تقارير التضارب في الأرقام المعلنة من قبل المصرف وبين الأرقام الحقيقية في المصادر المفتوحة.

تضمن التقرير اكتشاف لنشاط مشبوه لبنك الخليج الرقمي  في منصة ( x ) تويتر سابقاً وذلك خلال العثور على حوالي 120 حساب يقودون التفاعل والدعاية عن البنك الرقمي، إلا أن معظم هذه الحسابات تم تأسيسها في فترة زمنية معينة ( أكتوبر- يناير) وهي نفس فترة تأسيس البنك ليثبت التقرير أن هذه الحسابات آلية يتم ادارتها لمحاولة لخلق انطباع زائف بوجود اهتمام شعبي كبير بالبنك ولجلب المزيد من المستثمرين.

كذلك أوضح مسبار في تقريره نقاط التناقض بين ما صرح به هاني الاصفر وبين البحث الذي اثبت عكس ذلك حيث لم يعثر على اسم بنك الخليج الرقمي في سجل الخدمات المالية في المملكة المتحدة، بينما قال أبو أصفر إن البنك مرخص من هيئة السلوك المالي، مع وجود شرط توفير تقرير مدقق عن السنة المالية الأولى إلا أن مسبار راجع دليل التراخيص ولم يجد الشرط الذي صرح به الاصفر ضمن الشروط الخمسة المطلوبة ليثبت اخيرا ان الهيئة أكدت عدم وجود طلب مسجل لديها باسم “بنك الخليج الرقمي” وأن بنك الخليج الرقمي غير مرخص من هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة.

إضافة إلى موقع منصات الاحتيال الذي بدوره نشر بيان في الـ 1 اكتوبر 2023 حول تلقيه عدد 60 بلاغا بشأن عمليات نصب قام بها بنك الخليج الرقمي ضد عملائه، مؤكدًا أنه قام بالتواصل مع الهيئات الرقابية حول العالم ولم يتحصل على أي تراخيص تؤهله لمزاولة أعمال استثمارية أو أي نشاط مالي آخر.

كما اشتركت معظم التقارير حول التراخيص المعلن عنها في الموقع الرسمي للمصرف على أنها غير رسمية حيث تعود إلى موقع Bloomberg LEI الذي بإمكان أي مؤسسة حول العالم التسجيل فيه دون اشتراط وجود ترخيص أو إذن لمزاولة أعمالها قانونا.

جدير بالذكر أن المعرض قد أعلن في منشور سابق بتاريخ ٥ نوفمبر على صفحة الفيس بوك  ( ملتقى ومعرض ليبيا الدولي للإتصالات وتقنية المعلومات Taqnya ) عن مداخلة هاني الاصفر متحدثاً  عن التحول الرقمي وأهميته بصفته رئيس بنك الخليج الرقمي

ملتقى ومعرض ليبيا الدولي للإتصالات وتقنية المعلومات Taqnya

إلا أنه عند بحثنا عن المنشور تبين لنا أنه تمت إزالته من الصفحة بدون التوضيح عن أسباب حذفه.

و في إطار بحثنا حول أسباب اتهام مدير بنك الخليج الرقمي هاني الاصفر بالنصب والاحتيال تمكن فريقنا من العثور على قناة تيليقرام باسم ( محامي دولي لقضايا هاني الاصفر )

و في إطار بحثنا حول أسباب اتهام مدير بنك الخليج الرقمي هاني الاصفر بالنصب والاحتيال تمكن فريقنا من العثور على قناة تيليقرام باسم ( محامي دولي لقضايا هاني الاصفر )، انشئت بتاريخ 9 أغسطس 2020 تدعي أنها تحت إدارة مجموعة من إتحاد المحامين العرب حسب وصفهم، والذين أعلنوا عن قبولهم أي شكاوى نصب واحتيال ضد وليد الأصفر من خلال ترويجه لشركة رويال شارت

في حين وجود قناة اخرى تحمل اسم ( ملف الشبيح هاني الاصفر )  وتسعى لفضح التلاعب الذي يقوم به الاصفر خلال تقديمه الاستشارات  الخاصة بالتداول في ذلك الوقت وتضمنت القناة شكاوى عدة من المتضررين نتيجة اعتمادهم على تحليله.

كذلك وجود قناة يوتيوب تحمل اسم (رويال شارت المحتال هاني الاصفر) بها مقطعين فيديو لا تتعدى مدة الفيديو الدقيقة الواحدة و انشأت بتاريخ 11 مارس 2019 ويشار اليه اتهامات حول تعاونه مع بشار الأسد في تسليم التجار العرب والسوريين لقوات النظام.
في حين وجود قناة اخرى تحمل اسم ( ملف الشبيح هاني الاصفر ) وتسعى لفضح التلاعب الذي يقوم به الاصفر خلال تقديمه الاستشارات الخاصة بالتداول في ذلك الوقت وتضمنت القناة شكاوى عدة من المتضررين نتيجة اعتمادهم على تحليله.

كذلك وجود قناة يوتيوب تحمل اسم (رويال شارت المحتال هاني الاصفر) بها مقطعين فيديو لا تتعدى مدة الفيديو الدقيقة الواحدة و انشأت بتاريخ 11 مارس 2019 ويشار اليه اتهامات حول تعاونه مع بشار الأسد في تسليم التجار العرب والسوريين لقوات النظام. 

 

في حين نشرت منصات إخبارية تقارير تفيد باتهام هاني الاصفر بتهم نصب واحتيال والإعلان عن قيام السلطات الاردنية بالقبض عليه وسجنه وإلزامه بتعويض خلال سنة 2019.

وبالرغم من كل الشبهات حول هذا المشروع إلا أنه لا يزال قائما ولم يتم التحقق من مصداقيته بشكل رسمي من أي جهة خصوصا في ظل تضارب المعلومات حول ما يقدمه البنك من مزايا وبين الخدمات الفعلية التي يحصل عليها الزبائن.

وبالرغم من كل الشبهات حول هذا المشروع إلا أنه لا يزال قائما ولم يتم التحقق من مصداقيته بشكل رسمي من أي جهة خصوصا في ظل تضارب المعلومات حول ما يقدمه البنك من مزايا وبين الخدمات الفعلية التي يحصل عليها الزبائن.

ورغم الحظر المفروض من قبل مصرف ليبيا المركزي على الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة؛ فإن نحو 1.3 % من إجمالي عدد سكان ليبيا يقومون بعمليات تعدين، وفقا لدراسة أجراها مركز السياسات الدولي في أواخر ديسمبر 2022.

والجدير بالذكر ضبط النائب العام في يونيو من العام الجاري 50 صينيا يقومون بعمليات تعدين للعملات الرقمية المشفرة بمصنع حديد في مدينة زليتن.

النائب العام أكد أن فعلتهم“ مخالفة للقانون”، حيث إنه استعملوا“ أجهزة عالية الطاقة، وسخروا إمكانات مادية هائلة لتعدين العملات الافتراضية، ما نتج عن هذه العملية ضرر بالمال العام والمصلحة العامة”.

هذا وقد يظهر إقبال واسع على عملة ” البتكوين ” عالميا؛ لتحقيق أرباح سريعة ووفيرة، بينما لم تكن قيمة هذه العملة الرقمية تعادل سوى بضعة سنتات، أما الآن يتم تداولها بما يزيد على 30 ألف دولار لكل عملة من أصل 21 مليون وحدة متاحة.

ويشار إلى أن مصرف ليبيا المركزي منع رسمياً في عام 2018 تداول العملات الرقمية في البلاد، وأصدر بياناً وقتها يؤكد أن ” العملات الافتراضية مثل (بيتكوين) ونحوها  غير قانونية في ليبيا، ولا توجد أية حماية قانونية للمتعاملين بها”.

 

وحذر مصرف ليبيا المركزي في البيان “جميع المواطنين والمؤسسات والشركات من الأخطار الأمنية والاقتصادية للتعامل بالعملات الافتراضية، والتي قد تستغل للقيام بأنشطة إجرامية ومخالفة للقوانين مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب”.

 وأكد أنه “يجب الحصول على ترخيص أو إذن مسبق من مصرف ليبيا المركزي للقيام بأية أنشطة أو تقديم خدمات مصرفية أو مالية، سواء كانت تتعلق بالعملات الافتراضية أم لا”.